#كوميديا_سوداء (13)
حمار أبي نافذ
أما أبو نافذ وكنا نلفظها أبو نافز فهو بائع متجول له حمار يشاركه رحلات التعب والنكد. وكان يسكن غير بعيد عنا في حي جامع العرب بالزرقاء. وكان كثيرا ما يربط الحمار في مساحة من الأرض فارغة تتوسط الدور اعتدنا أن نلعب بها بينما يتلهى الحمار بطعامه أو نهيقه غير مكترث بنا. ولأننا كنا نعرف صاحب الحمار فلم نكن نؤذيه بل كان تقديم قشر البطيخ وبواقي الخس والملوخية والخبز له من دواعي سعادتنا. وفي يوم من الأيام أفقنا على مرض حمار أبو نافز. ورأينا أبو نافز وابنته الشابة يسقون الحمار زجاجة كبيرة من زيت الزيتون لعله يخرج ما تجمع في أمعائه من الخبائث. ولكن ذلك لم يجد فلفظ الحمار آخر انفاسه بعد يوم أو يومين.
اهتزت الحارة لموت حمار أبو نافز فقد كان وجها مألوفا في الحارة لم يعرف عنه اذى أو سوء وترحم الجميع عليه، واستعجلوا يوم حمله بعيدا فكرامة الميت دفنه. إلا أن أبو نافز كان له رأي آخر. فقد ابلغ الشرطة أن الحمار مات مسموما وان الفاعل هو أحد افراد عائلته.
سرى الخبر في الحارة سريان النار في الهشيم. وتعددت الروايات وتبرع الشهود بمشاهداتهم المباشرة وغير المباشرة وظنونهم واحساستهم التي لا تخيب. وفي المساء حضر رجال بالبالطو الابيض فتحوا بطن الحمار وسط جمع غفير من الاطفال والفتيان واخرجوا أحشائه وحملوها في وعاء كبير إلى جهة غير معلومة ثم جاءت عربة اخرى حملت ماتبقى من جثة الحمار القتيل.
لم يعرف أهل الحارة أبدا نتيجة الفحص، وما هو الحكم، لان أحدا لم يكن ليسأل عن هذا. فقد اصدر كل منهم حكمه المبني على يقينه الذي لن يتزعزع بأي أدلة أو إحكام رسمية مخالفة. والحقيقة الوحيدة المطلقة كانت فقدان أبو نافز لشريكه وتعطله عن الكسب وطلاق ابنته وعودته إلى بلدته الأصلية. ولم يبق منهم في الحارة الا حكايات حمار أبو نافز.
حمار أبي نافذ
أما أبو نافذ وكنا نلفظها أبو نافز فهو بائع متجول له حمار يشاركه رحلات التعب والنكد. وكان يسكن غير بعيد عنا في حي جامع العرب بالزرقاء. وكان كثيرا ما يربط الحمار في مساحة من الأرض فارغة تتوسط الدور اعتدنا أن نلعب بها بينما يتلهى الحمار بطعامه أو نهيقه غير مكترث بنا. ولأننا كنا نعرف صاحب الحمار فلم نكن نؤذيه بل كان تقديم قشر البطيخ وبواقي الخس والملوخية والخبز له من دواعي سعادتنا. وفي يوم من الأيام أفقنا على مرض حمار أبو نافز. ورأينا أبو نافز وابنته الشابة يسقون الحمار زجاجة كبيرة من زيت الزيتون لعله يخرج ما تجمع في أمعائه من الخبائث. ولكن ذلك لم يجد فلفظ الحمار آخر انفاسه بعد يوم أو يومين.
اهتزت الحارة لموت حمار أبو نافز فقد كان وجها مألوفا في الحارة لم يعرف عنه اذى أو سوء وترحم الجميع عليه، واستعجلوا يوم حمله بعيدا فكرامة الميت دفنه. إلا أن أبو نافز كان له رأي آخر. فقد ابلغ الشرطة أن الحمار مات مسموما وان الفاعل هو أحد افراد عائلته.
سرى الخبر في الحارة سريان النار في الهشيم. وتعددت الروايات وتبرع الشهود بمشاهداتهم المباشرة وغير المباشرة وظنونهم واحساستهم التي لا تخيب. وفي المساء حضر رجال بالبالطو الابيض فتحوا بطن الحمار وسط جمع غفير من الاطفال والفتيان واخرجوا أحشائه وحملوها في وعاء كبير إلى جهة غير معلومة ثم جاءت عربة اخرى حملت ماتبقى من جثة الحمار القتيل.
لم يعرف أهل الحارة أبدا نتيجة الفحص، وما هو الحكم، لان أحدا لم يكن ليسأل عن هذا. فقد اصدر كل منهم حكمه المبني على يقينه الذي لن يتزعزع بأي أدلة أو إحكام رسمية مخالفة. والحقيقة الوحيدة المطلقة كانت فقدان أبو نافز لشريكه وتعطله عن الكسب وطلاق ابنته وعودته إلى بلدته الأصلية. ولم يبق منهم في الحارة الا حكايات حمار أبو نافز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق