الأحد، 27 سبتمبر 2009

البكاء على الاطلال والزمن الجميل

البكاء على الاطلال والزمن الجميل
دأب كثر الناس على ابداء الحسرة على ما فات ويشيرون اليه بالزمن الجميل الذي لن يعود. والتذمر من الزمن الحاضر والتشاؤم من المستقبل. ولو عدت الى ذلك الزمن الجميل لوجدت اهله يتحسرون على ماقبله وينعتونه بما ينعت المحدثين زمانهم. انها شكوى ازلية وحنين دائم وفضفضة العواجز.
الحقبقة ان الحياة تتغير مع الزمن وهي تتغير الى الافضل غالبا. انظر الى اي بلد وقارن مؤشرات الفقر والمرض والجهل فيه على مدى ربع او نصف قرن، تجد ان هناك تقدما هائلا ناتج في معظمه عن تقدم العلوم والتكنولوجيا والمعلومات المتاحة. انظر الى الصحة والدواء والمواصلات والاتصالات والحواسيب والانترنت و الاعلام. الفرق هائل. حتى في حقوق الانسان والحريات فان هناك تقدما ملموسا.
المشكلة ليست في التقدم المطلق ولكنها في التقدم النسبي بالنسبة للاخرين دولا وجماعات وافردا. والسؤال هو اين نحن من الامم او المجتمعات او حنى الافراد؟؟. كم قدمنا او كم انتجنا واستحققنا من هذا التقدم؟؟. للاسف فان الهوة بيننا وبين الرواد في زيادة. وان الكثير ممن كانوا اكثر منا تخلفا يتقدمون علينا على سلم الامم. وان الهوة تكبر مابين الناس في داخل المجنمعات المحلية بل في داخل الاسر.

اخشى ان البكاء على الاطلال والحسرة على الماضي يعود الى ضعف المساهمة في تشكيل الزمن الجديد و الى عدم القدرة على التأقلم مع التغيير.

الشكل والمضمون/ الفكر ونقل الفكر

تسمع دائما ان المضمون هو الجوهر وهو الاهم فما ينفع الناس يبق اما الزبد فيذهب جفاء وهذا صحيح ولكن ماذا لو قدم اليك افضل الطعام بآنية قذرة او قبيحة؟؟ . المضمون اولا ولكن طريقة التقديم لا تقل اهمية. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة بشهادة وهدي رب العالمين " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" و"ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
اما الاسوأ من ذلك هو عدم الاكتراث بالتقديم اطلاقا. فما نفع افضل الافكار او الفنون اذا لم تصل الى الناس؟. ما نفع ان تنظم شعرا باللغة الروسية في مجتمع لا يعرف غير الانجليزية مثلا؟. او ان تغلق بابك وتعمل بعيدا عن الناس و تكتب لنفسك؟. او ان تنفر الناس منك بسوء المعاملة؟؟